العالم غداة الحرب العالمية الاولى
مقدمة:
شهد العالم خلال الفترة الممتدة من 1914 إلى 1918 حربا عالمية أولى بين دول الوفاق وبلدان المركز، وانتهت بهزيمة هاته الأخيرة، وعقد مؤتمر فرساي للصلح سنة 1919.
-فما هي المقررات المترتبة عن هذا المؤتمر و المعاهدات المرتبطة به ؟
-وما هي التحولات السياسية الكبرى في أوربا والعالم غداة الحرب العالمية الأولى؟
I. مقررات مؤتمر فرساي والمعاهدات المترتبة عنه وأبعادها
1-مؤتمر فرساي:
عقد في قصر فرساي بباريس سنة 1919 مؤتمر للسلام، حضرته 27 دولة من الوفاق والبلدان الحليفة لها، بينما اقتصر على استدعاء البلدان المنهزمة (دول المركز) من أجل التوقيع على مقرراته.
والقضايا التي كانت أساس المفاوضات مسألة الأمن، إعادة ترتيب الحدود في أوربا و التعويضات. وتضاربي مواقف الأربعة الكبار المتحكمين في المؤتمر، الأمريكي ويلسون كان حلمه السلم العالمي وتضمنت مدونته مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها واقتراح تأسيس عصبة الأمم، بينما رئيس وزراء فرنسا كليمانصو فكان موقف بلده إضعاف ألمانيا، في الوقت الذي كان تأسيس عصبة الأمم، بينما بريطانيا لويد جورج هو الحفاظ على التوازن في أوربا، أما وزير الخارجية لإيطاليا أورلاندو فكان هدف بلاده هو الحصول على مستعمرات.
2-معاهدات الصلح:
ترتبت عن مؤتمر فرساي معاهدات همت البلدان المنهزمة:
أ_معاهدة فرساي 1919: أبرمت مع ألمانيا، حيث فرضت عليها شروط ترابية اقتطعت بموجبها أراضي منها لصالح البلدان المجاورة لها ونزعت منها مستعمراتها، شروط عسكرية تمثلت في تخفيض عدد جنودها ومنع الخدمة العسكرية والصناعة الحربية وتجريد منطقة رينانيا من السلاح وشروط مالية إذ فرضت عليها غرامة مالية قدرت ب132 مليار مارك.
ب_باقي المعاهدات: معاهدة سان جرمان مع النمسا ونويي مع بلغاريا وكلاهما خلال سنة 1919، ثم معاهدة تريانون مع المجر وسفير مع تركيا خلال سنة 1920. وتضمنت هذه المعاهدات عقوبات ترابية وعسكرية ضد الدول المعنية.
II. التحولات السياسية الكبرى في أوربا والعالم غداة الحرب الأولى
1-التحولات السياسية الكبرى في أوربا
أ_تغيير الخريطة السياسية لأوربا: تعرضت الإمبراطوريات التاريخية في أوربا للتفكيك كالإمبراطورية الألمانية و الروسية والنمساوية المجرية والعثمانية، وعلى أنقاضها برزت دول جديدة كفنلندا وليتوانيا واستونيا وبولونيا...
ب_ تزايد المد القومي: ببناء على مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها لويلسون، استقلت مجموعة من القوميات وكونت دويلات جديدة في أوربا. كما أن هذا كان سببا في اندلاع نزاعات حدودية بين الدول الأوربية.
2-تراجع مكانة أوربا:
دمرت الحرب البنيات التحتية الصناعية و المواصلات وكانت سببا في توقف مجالات زراعية واسعة عن الإنتاج خاصة في أوربا، مما أدى إلى تراجع الإنتاج سواء الصناعي أو ألفلاحي وانحسار التجارة وبالتالي تراجع الناتج الوطني الخام لدولها. وعلى العكس من ذلك ظهرت قوى اقتصادية خارج أوربا كالولايات المتحدة واليابان، حيث استفادت من تمويلها وتموينها للحرب.
3-أوضاع المستعمرات:
اتخدت المستعمرات مبدأ حق الشعوب لويلسون سندا لها، من أجل التخلص من الاستعمار، خاصة وأن البلدان الأوربية الإمبريالية لم تف بوعودها في مؤتمر السلام. فانطلقت شرارة ثورات حركات التحرير في كل جنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا-(ثورة الريف).
خاتمة:
هدأت الحرب العالمية الأولى، إلا أن المعاهدات المترتبة عنها ستزيد العلاقات الدولية توتران مما جعل نتائجها من الأسباب غير المباشرة لاندلاع الحرب العالمية الثانية.
تبارك الله
ReplyDeleteتبارك الله
ReplyDelete