سقوط الامبراطورية العثمانية و توغل الاستعمار بالمشرق العربي
مقدمة: تعرضت الامبراطورية العثمانية لضغوط استعمارية ادت إلى سقوطها بعد
نهاية الحرب العالمية الأولى، فآلت وصاية المشرق العربي للانتداب البريطاني و
الفرنسي.
-فما السياق التاريخي
العام لسقوط الامبراطورية العثمانية؟
-وما مصير المشرق
العربي بعد سقوط الامبراطورية العثمانية؟
I.
السياق
التاريخي العام لسقوط الامبراطورية العثمانية
1-تدهور
الأوضاع العامة للإمبراطورية العثمانية على المستوى الداخلي
أ-على المستوى
الاقتصادي: تراجعت الموارد المالية للإمبراطورية بفعل تراجع الدور التجاري لها
و غنائم الحرب، كما شهد ميزانها التجاري اختلالا نظرا للاتفاقيات التجارية غير
المتوازنة التي عقدتها مع البلدان الأوربية. كما أن صعوبة تحصيل الضرائب دعاها إلى
اعتماد نظام الإلتزام.
ب-على المستوى
العسكري: شهدت المؤسسة العسكرية العثمانية تراجعا في قوتها و المتمثلة في جيش
الإنكشارية، هذا الأخير الذي أصبح همه التدخل في الشؤون الاقتصادية والسياسية
الدولةن بدل الاهتمام بالجانب العسكري فحسب.
ج- على المستوى
السياسي: ضعفت السلطة المركزية للإمبراطورية العثمانية، فأثرت اعتماد سياسة
التتريك مما أدى إلى تزايد حركات الانفصال عنها.
د-على المستوى
الإداري: مما زاد من ضعف الإمبراطورية العثمانية انتشار الفساد و الرشوة في
الإدارة مركزيا وجهويا ومحليا.
2-وضعت
البلدان الإمبراطورية آليات للضغط على الإمبراطورية العثمانية
أ-على المستوى
الاقتصادي: أحدثت البلدان الإمبريالية صندوق الدين العثماني، يزود الإمبراطورية
بقروض ذات فوائد مرتفعة، كما يتولى تحصيل ما عليها من ديون. وقامت هطه البلدان
بعقد اتفاقيات تجارية غير متكافئة مع الامبراطورية ، تقوم على جعلها سوقا لفائض
إنتاجها الصناعي ومصدرا للتزويد بالمواد الأولية.
ب-على المستوى
العسكري: ضغطت البلدان الأوربية الإمبريالية على الإمبراطورية عسكريا فسشنت
ضدها مجموعة من الحروب، وخاصة من طرف النمسا وروسيا، ففرضت عليها معاهدات صلح فقدت
على إثرها مجموعة من ممثلكاتها وخاصة في أوربا.
ج-على المستوى
السياسي: شجعت البلدان الإمبريالية الحماية القنصلية، الشئ الذي قلص من سيادة
الإمبراطورية على جزء من رعاياها بل أصبحت هذه الدول تتدخل في شؤون الباب العالي،
بل دعمت الحركات الانفصالية للإمبراطورية.
د-على المستوى الديني
الثقافي: أقدمت البلدان الإمبريالية على إرسال بعثات تبشيرية لتوسيع الإيمان
بالمسيح، كما أحدثت مدارس وأسست مستشفيات وجمعيات خيرية للتواصل مع أغلب الأوساط
الاجتماعية.
3-عجلت
الحرب العالمية الأولى بسقوط الإمبراطورية العثمانية
أ-المؤامرة
الإمبريالية حول المشرق العربي: عملت انجلترا على كسر شوكة الإمبراطورية العثمانية عدوتها في الحرب
العهالمية الأولى بتحريض حركة الإنفصال العربية ضدها، فعقد السامي في مصر هنري
مكماهون مع شريف مكة وأمير الحجاز الحسين اتفاقية ما بين (1915-1916)، تقوم على
مساندة بريطانيا تأسيس دولة عربية غير واضحة الحدود مقابل دعم عربي لها ضد
الإمبراطورية، تمثل في الثورة العربية التي انطلقت سنة 1916، فساعد ذلك على توغل
القوات الإنجليزية في بلاد الشام و العراق.
وفي نفس الوقت كانت
تحاك مؤمرة تقسيم المشرق العربي من خلال معاهدة سايكس بيكو بين إنجلترا وفرنسا سنة
1916.
ب-المعاهدات التي
ساهمت في سقوط اللإمبراطورية العثمانية
معاهدة مودروس 1918: اضطرت الإمبراطورية العثمانية إلى عقد معاهدة
للهدنة مع دول الوفاق في أكثوبر 1918، التزمت منة خلالها التخلي عن ممتلكاتها
بالمنطقة العربية.
-مؤتمر
سان ريمو ابريل 1920: عقد هذا المؤتمر في ايطاليا من طرف دول الحلفاء المنتصرة في
الحرب قصد تنظيم شؤون الانتداب، حيث آلت سوريا ولبنلن للانتداب الفرنسي بينما
العراق والأردن وفلسطين للانتداب
البريطاني.
معاهدة سيفر غشت 1920: معاهدة أبرمت بين دول الوفاق وتركيا، تعهدت من
خلالها الإمبراطورية العثمانية بالتخلي عن جميع الأرضي غير التركية.
II.
آليات
ومظاهر ونتائج الاستغلال للانتداب الإنجلتزي و الفرنسي بالمشرق العربي
1-آليات ومظاهر توطيد النفوذ الاستعماري على المستوى
السياسي والإداري للانتداب البريطاني والإنجليزي
أ-مناطق النفوذ الإنجليزي: أسست انجلترا
كيانات سياسية تابعة للتاج البريطانين يرأسها ابناء الشريف الحسين كملوك على
العراق ولأردنز بينما اعتبرت فلسطين منطقة خاصة لتسهيل عملية نقلها للصهاينة
لتحقيق وعد بلفور 1917.
ب-مناطق الفنوذ الفرنسي: أقامت فرنسا حكما
مباشرا في كل من سوريا ولبنان تحت سلطة حاكم عسكري فرنسي، ولجأت إلى نهج سياسة فرق
تسد لإحكام السيطرة على بلاد الشام.
2-آليات ومظاهر ونتائج الاستغلال الاقتصادي للانتداب
البريطاني بالمشرق العربي:
أ-على المستوى المالي: عملت سلطات الانتداب على تنحية العملة العثمانية
وإحداث عملات جديدةن وشجعت على فتح فروع
لمؤسسات بنكية للميتروبول، كما رفعت قيمة الضرائب المفروضة على السكان.
فوجهت الخدمات المالية لسلطات الانتداب لصالح المعمرين على حساب
الأهالي.
ب- على المستوى الفلاحي: قامت سياسة
الانتداب الفلاحية على أساس تشجيع الاستيطان في أجود الأراضي وفرض التسجيل
العقاري للهيمنة على ممتلكات الفلاح العربي المشرقي.
فشجعت الزراعة الرأسمالية (القطن، الحرير...) ماليا وعلميا وتقنيا.
فكانت السياسة الفلاحية لسطات الانتداب تخدم مصالح المعمرين على حساب
المزارعين الصغار من الأهالي الذين أثقلت كاهلهم بالضرائب.
ج-على المستوى الصناعي: اهتمت سلطات الانتداب بالتنقيب عن المعادن واستخراجها
و بالتالي نقلها إلى المتروبول، واكتفت بتشجيع الصناععات التحويلية الخفيفة.
فكان من نتائج ذلك تراجع وإفلاس الكثير من الحرف التقليدية وبالتالي
انتشار البطالة بين صفوف الأهالي.
د-على المستوى التجاري: احتكر المعمرين وشركاتهم التجارة سواء الداخلية
أو الخارجية. فكانت الصادرات تتركب من مواد أولية فلاحية ومعدنية بخسة الثمن،
بينما تركبت الواردات من مواد مصنعة باهضة الثمن.
وقد ترتب عن ذلك عجز دائم في الميزان التجاري لبلدان المشرق العربي
المنتدبة.
خاتمة: ساهم ضعف
الإمبراطورية العثمانية في سقوط المشرق العربي في حضن الانتداب البريطاني و
الفرنسي، فكيف ستتمكن هّه الدول من تحقيق استقلالها.