الحرب العالمية الثانية(1939-1945)
مقدمة:
شهد العالم ثاني الحرب عالمية خلال الفترة
الممتدة من سنة 1939 إلى 1945، وارتبطت بنتائج الحرب العالمية الأولى والأزمة
الاقتصادية وعوامل أخرى، وقد مرت بمرحلتين وترتبت عنها مجموعة من النتائج.
-فما هي ظروف اندلاع الحرب
العالمية الثانية؟
-وما هي الخصائص التي ميزت مراحل
هذه الحرب؟
-وما هي النتائج المترتبة عنها؟
I.
ظروف اندلاع الحرب العالمية الثانية:
1-العوامل
غير المباشرة لإندلاع الحرب العالمية الثانية:
أ-آثار نتائج الحرب
العالمية الأولى: اثارت العقوبات الترابية والعسكرية والمالية الصارمة
المترتبة عن معاهدات فرساي غضب المانيان مما سيدعوها إلى تحين الفرص للانتقام
بقيادة هتلر زعيم الحزب النازي. كما استاءت ايطاليا من عدم إنصافها من حلفائها
للاستفادة من مستعمرات، لذلك ستكون سياسة بنيتو موسليني زعيم الحزب الفاشي
الايطالي تقوم على أساس التوسع.
ب-آثار نتائج الأزمة
الاقتصادية: لجأت جل الدول الكبرى على إثر أزمة 1929 إلى نهج سياسة انطوائية
ذات أهداف اقتصادية قومية تتوافق مع نهجها السياسي و العسكري القوميين السياسي و
العسكري القومين. فإذا توفرت الديمقراطيات (الولايات المتحدة، انجلترا، فرنسا) على
إمكانيات ستمكنها من الانتشال من الأزمة كالمستعمرات و80% من الرصيد العالمي للذهب
فالديكتاتوريات(ألمانيا، إيطاليا، اليابان) ليس أمامها إلا حل التوسع.
ج- ضعف عصبة الأمم: لم
تتمكن هذه المنظمة الدولية من حل الأزمات والنزاعات التي تكون دول كبرى طرف فيها
نظرا لضعف مؤسساتها وعدم توفيرها على قوة عسكرية وخلوها من عضوية بعض الدول الكبرى
كالولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي.
د- توسع
الديكتاتوريات: لتجاوز الأزمة الاقتصادية لجات اليابان إلى التوسع على
حساب منشوريا بالصين ابتداء من سنة 1931، واحتلال ايطاليا للحبشة خلال الفترة
(1935-1936)، ثم خرق هتلر لمعاهدات فرساي عسكريا وتكوينه لتحالفات عسكرية في إطار
سياسة المحاور مع كل من ايطاليا و اليابان وشروعه في تطبيق سياسة المجال الحيوي
على حساب الدول المجاورة لألمانيا ابتداء من سنة 1938.
2-السبب
المباشر لاندلاع الحرب العالمية الثانية: لجأ هتلر إلى أقدم اتفاق الاعتداء مع الاتحاد السوفياتي
سنة 1929 بهدف تقسيم بولونيا، ولتنفيذ هذا الهدف أقدم في الأول من شتنبر 1939 إلى
الهجوم عليها مبررا ذلك بعدم تمكن بلاده من التوصل إلى حل سلمي حول ميناء دانتزيغ.
ونظرا للاتفاق الذي يجمع بين بولونيا مع فرنسا وإنجلترا أعلنتا الأخيرتان الحرب
على ألمانيا.
II.
مراحل الحرب العالمية الثانية
1- امتدت
المرحلة الأولى ما بين (1939-1942):تميزت هذه المرحلة بانتصارات كاسحة
لدول المحور (ألمانيان اليابان، ايطاليا)، وقد تمكنت ألمانيا بالخصوص في الجبهات
الأوربية الغربية والشرقية والبحر الأبيض المتوسط فرض هيمنتها أغلب أوربا ما عدا
الأراضي الانجليزية وبصفة غير مباشرة على بلدان شمال افريقيا، بينما ستفرض اليابان
سيطرتها على بلدان وجزر شرق وجنوب شرق آسيا وقادتها مغامراتها العسكرية إلى قصف قاعدة
بيرل هاربور الأمريكية في دجنبر 1941.
وارتبطت هذه الانتصارات لدول
المحور بالاستعداد المبكر والقوي للحرب وخاصة من طرف ألمانيا بعد خرقها معاهدة
فرساي عسكريا.
2-
امتدت المرحلة الثانية ما بين (1943-1945) : تميزت
هذه المراحلة بدخول الولايات المتحدة الامريكية الحرب إلى جانب دول الحلفاء ورصد
هذه الأخيرة اعتمادات مالية كبيرة للصناعة الحربية خصوصا وأن دول الحلفاء الكبار
(الولايات المتحدة، الاتحاد السوفياتي، انجلترا ) ستعقد مؤتمرات في طهران وانفا
سنة 1943 وفي يالطا وبوتسدام سنة 1945 من أجل وضع خطط عسكرية لمحاصرة دول المحور
وبهدف إعادة ترتيب خريطة أوربا وإحداث منظمة دولية تعوض عصبة الأمم.
اضطرت القوات الفاشية وبعدها
النازية الاستسلام على التوالي خلال سنتي 1944 و 1945 في الجبهات الأوربية ولم
تستلم القوات اليابانية في الشرق الأقصى غلا بعد إلقاء القنبلتين الذريتين في كل
من هيروشيما وناكازاكي يومي 6 و 9 غشت 1945 على التوالي.
III.
النتائج الحرب العالمية الثانية
1-الخسائر
البشرية: خلفت الحرب العالمية الثانية خسائر بشرية جسيمة تمثلت في
50 مليون قتيل و الكثير من الجرحى والمعطوبين أغلبهم من المدنيين، همت بالخصوص
البلدان الأوربية التي كانت أراضها ساحة للحرب إضافة إلى الصين واليابان. وأثرت
هذه الخسائر البشرية على هرم أعمار هذه
البلدان بتقليص نسبة الفئة القادرة على العمل من جهة الذكور بالخصوص وفئة الصغار.
وتعود جسامة هذه الخسائر إلى استعمال أسلحة أكثر تدميرا منها النووية وضرب أهداف
مدنية.
2-
الخسائر المادية:دمرت الحرب البنيات التحتية(مدن-قرى) والاقتصادية منها
الصناعية وشبكات المواصلات وتوقف الأراضي الزراعية عن الإنتاج، مما عنه تراجع
الإنتاج الصناعي و الفلاحي و المبادلات التجارية وبالتالي الناتج الوطني الخام
خاصة بالبلدان التي كانت اراضيها ساحة للحرب، بنما تعتبر الولايات المتحدة
المستفيد الأكبر من هذه الحرب لكونها كانت الممون والممول الرئيسي خلالها.
3-النتائج
السياسية: ترتب عن هذه الحرب تغيير الخريطة السياسية لشرق أوربا
بعد فرض السيطرة الترابية للاتحاد السوفياتي على جمهوريات البلطيق، والتقسيم
الرباعي لألمانيا بين الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا ونفس
المصير آلت إليه برلين.
كما توترت العلاقات الدولية على
إثر الصراع الأيديولوجي بين الولايات المتحدة الأمريكية التي اصبحت تقود المعسكر
الغربي الرأسمالي وبين الاتحاد السوفياتي الذي يتزعم المعسكر الشرقي الاشتراكي.
وتأسست منظمة الأمم المتحدة بناء على مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1945ن بهدف إرساء
السلم والأمن الدوليين، وتمتين العلاقات الدولية وحماية حقوق الإنسان.
خاتمة:
ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى نشبت
حرب جديدة ذات خصائص مغايرة اصطلح على تسميتها الحرب الباردة في إطار نظام القطبية
الثنائية.
مقال جميل
ردحذف